JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
عاجل
Startseite

5 أساليب تجعل ابنك يتكلم العربية الفصحى قبل دخول المدرسة

تعليم اللغة العربية بالفطرة والممارسة تعليم العربية، تعليم العربية لغير العرب، learn arabic

بسم الله، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

يصل كثير من الأطفال إلى نهاية الابتدائية وهم لا يحسنون الكلام بالفصحى ولا القراءة بها، فضلاً على عجزهم عن الكتابة والإملاء.

وهذا الأمر لا يمثل بالنسبة إليهم عجزًا في مادة اللغة العربية كما يظن بعض الآباء والمعلمين، بل سيوجد لديهم عجزًا في جميع المواد الدراسية بما أنها تدرَّس بالعربية الفصحى التي تختلف عن العاميات في نظامها النحوي وفي نسبة جيدة من مفرداتها.

في هذا المقال لا أتكلم على اللغة العربية التي هي هويتنا، وصلتنا بديننا وكتاب ربنا، وإذا انقطعت هذه الصلة ضعف أثر القرآن في نفوسنا، وانقطعت صلتنا بحضارتنا وتاريخنا؛ وهذه مخاطر تعاني منها الشعوب المسلمة عامة، والعربية على وجه الخصوص، مع أنها الشعوب الناطقة بالعربية!

ما أتكلم عليه كيف تقوّي لغة ابنك الفصحى منذ الصغر لئلا تضطر إلى إرهاقه أثناء الدراسة بتعلم اللغة التي يتعلم بها المعلومات.

تحسين مستوى الطفل في فهم اللغة العربية واستعمالها نطقًا وكتابة وقراءة، سيخفف عليه من عبء الساعات الطويلة التي تخصص لتعليم اللغة العربية في سائر المناهج العربية، ويمكن له استثمار هذا الوقت في تعلم شيء مفيد، أو تحسين مستواه في المواد الأخرى.

أما كيف نفعل ذلك؟ فهذا هو السؤال الذي أهتم بالإجابة عنه في هذا المقال.

يولد الطفل ولديه استعداد فطري لتعلم اللغة بالاكتساب والممارسة من عائلته وبيئته من دون الحاجة للتعلم، واللغة التي يتعلمها الطفل في مرحلة الطفولة حتى عمر ست سنوات تعتبر لغته الأم، ويمكن للطفل اكتساب أكثر من لغة في هذه المرحلة بحيث تكون جميعها لغته الأم.

الأصل استخدام اللغة العربية في محيط الطفل والتعامل معه من خلالها في بيته ومدرسته، وهذا يوجب على الوالدين الحديث مع الطفل بالفصحى في البيت وجعل اللغة العربية لغة التعليم والمحادثة في رياض الأطفال. ولكن عجز الأهل عن التحدث بالفصحى يجعلهم يستبعدون هذا الخيار، وإهمال رياض الأطفال الحديث بالفصحى، والاعتماد على مدرسات ليس لديهن كفاءة يجعل تحقيق ذلك متعذرًا.

ويمكن الاستفادة من عدة أمور في تحسين مستوى اللغة العربية (والإنكليزية إن رغبتم) عند أطفالنا؛ لتسليحهم بالمهارة الضرورية اللازمة للدخول إلى المدرسة وإعانتهم على استيعاب المناهج الدراسية بإتقان اللغة التي كتبت بها. أهم هذه الأدوات:

1- حفظ القرآن الكريم:

حفظ القرآن الكريم في مرحلة الطفولة المبكرة ـ من عمر 3 سنوات، وحتى 6 سنوات ـ يزود الطفل بمستوى عال في اللغة العربية من حيث عدد الألفاظ ونوعها، ومن حيث غنى التراكيب النحوية والبلاغية. وإن حفظ القرآن الكريم في هذه المرحلة العمرية ـ كما تذكر الدكتورة سهير السكري المختصة بعلم اللغة ـ يرفع مستوى الذكاء عند الأطفال المسلمين، وهو أمر شهد تراجعًا وضمورًا مع ضعف ظاهرة الكتاتيب القرآنية في العالم الإسلامي.

2- حفظ أناشيد وقصائد مكتوبة بلغة عربية قوية وعالية المستوى:

وهذا على عكس ما يحدث من تحفيظ الأطفال أناشيد مكتوبة بلغة ضعيفة أو ركيكة مثل تلك التي تُعلّم في المدارس، فالطفل يستوعب المفهوم مهما كانت المفردة صعبة أو اللفظ المعبَّر عنه غريبًا، ويحتفظ به في مخزونه اللغوي حتى لو بدا لنا نحن صعبًا أو غير مستخدم، وكل المفردات بالنسبة إليه في هذه المرحلة بمستوى واحد من الصعوبة حيث يؤسس معجمه اللغوي الخاص، فإذا كان هذا المعجم عالي المستوى، كان الولد عالي الذكاء، ماهرًا في استخدام اللغة والتصرف بها.
وبناء على ذلك فإن متابعة الأطفال الأناشيدَ المصنوعة باللغات العامية وتكرارها وحفظها، مثل أناشيد طيور الجنة وغيرها، يؤدي إلى نتائج عكسية، فضلاً على محتواها غير المدروس من الناحية التربوية.

3- مخاطبة الطفل بالفصحى ومحادثته بالفصحى

إن اعتماد اللغة العربية الفصحى لغةَ التواصل الأساسية في رياض الأطفال؛ في التعليم والمحادثة، أهم الأساليب في اكتساب الأطفال اللغة. وهذا يحتاج إلى تأهيل بسيط للمدرسات ببعض القواعد اللغوية الأولية، وتدريبهن على طرق التواصل مع الطلاب، ونظرًا إلى أن رياض الأطفال لا تولي أهمية لتعليم الفصحى في المراحل المبكرة، فإن العبء في تعليم الأطفال اللغة يظل على عاتق الأبوين والأهل عمومًا.
حتى لو كان الأهل لا يتقنون العربية إتقانًا تامًا، فإن في إمكانهم تخصيص ساعة أو ساعتين يوميًا لمخاطبة الطفل في شؤون حياته العادية، حيث في إمكانهم أن يستعملوا الجمل البسيطة، والقواعد الأساسية التي لا غنى عنها في العربية، وإذا كان لديهم ضعف في هذه الأسس فإن مراجعة بسيطة لها تزودهم بما يحتاجونه لخطاب طفل في هذا العمر (وسأخصص مقالات لهذا الغرض إن شاء الله).
لا تنشغلوا بالقواعد النادرة والمعقدة، فهذه يكتسبها الطفل من حفظ النصوص الإبداعية واللغة عالية المستوى، وكذلك في إمكانه تعلم قواعدها عندما يكبر بيسر.

4- مشاهدة أفلام الكرتون التي تتكلم بالفصحى:

طبعًا بعد التحذير من مضامين بعض أفلام الكرتون وعدم مناسبتها للأطفال تربويًا ولا عقديًا، فإنه من المفيد انتقاء أفلام كرتون مناسبة لعمر الطفل، وتكون ذات محتوى أخلاقي مقبول، ولغة عربية سليمة، ليتابعها الطفل ويكتسب من خلال متابعتها اللغة الفصحى.
قد تتساءلون لماذا أطفالنا يتابعون أفلام الكرتون ولا يتعلمون الفصحى منها؟
الحقيقة أن الأطفال الذي يتابعون أفلام الكرتون ذات المستوى الجيد في العربية يتحسن مستوى لغتهم الفصحى، ولكن يمكن رفع درجة الاستفادة من لغة هذه الأفلام عن طريق التكرار؛ تكرار الحلقات بحيث يحفظ الطفل الحوارات الجارية فيها، وهذا يزيد من قدرة الطفل على الحوار بالفصحى، ويرفع مستوى المفردات التي يكتسبها نظرًا لجودة اللغة الحوارية التي تتميز بها بعض أفلام الكرتون.

5- تحصين سمع الطفل عن الملحون

إن استماع الطفل للغة العامية ومخاطبته بها لا يزرع الخلل في الميزان السماعي للغة العربية، نظرًا لتفاوت النظام النحوي لكليهما، ولكن استماع العربية الفصيحة الملحونة سيكون المعول الذي يهدم الميزان السماعي والصوتي للغة العربية، وهذا الميزان هو الذي يكتشف الطفل من خلاله قواعد اللغة، وهو النظام الذي يقيس عليه، ويكتشف من خلال الصواب من الخطأ. 
وبالتالي فإن تعرض الطفل للغة العربية الملحونة أخطر عائق في سبيل اكتساب العربية الفصحى، ولا يستقيم لسان الطفل إلا إذا حصّن سمعه عن الملحون من العربية ولا سيما في مواد الأطفال الكثيرة المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي اليوم. ويقع على الأهل عبء انتقاء المناسب لأبنائهم لتحقيق هذا الهدف العظيم.. طفل متحدث بالعربية.


author-img

د. بتول جندية

Kommentare
    Keine Kommentare
    Kommentar veröffentlichen
      NameE-MailNachricht